عميد كلية التربية الأساسية يفتتح المؤتمر الدولي بجامعة المثنى.

 In اخبار الكلية, انشطة الكلية
عميد كلية التربية الأساسية يفتتح المؤتمر الدولي بجامعة المثنى.
بدعوة كريمة من جامعة المثنى ممثلة بالسيد رئيس الجامعة وعميد كلية التربية الأساسية أ.د عبد الباري الحمداني يلقي المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي عقدته جامعة المثنى بالتعاون مع جامعة قاصدي مرباح في الجزائر بعنوان(قراءات معرفية في العلوم الإنسانية التطبيقية لبناء مجتمع مستدام).
و جاءت محاضرة الافتتاح بالتالي:-
التعليم الاساس.
حيث دار حوار بين الحمداني وبين متخصص بعلم النفس التربوي من بريطانيا و آخر من ألمانيا “كنا وقتها نعمل ببرنامج يطلق عليه Hard Core Children( الأطفال تحت الشدة ) أو الأطفال المعرضون للشدائد.
حول مفهوم طفل الشارع ( child Street), و انتهى بنا الحوار إلى الادبيات التي عرفت الطفل المهدور ( الذي يمضي سبعة ساعات او اكثر في الشارع بعيدا عن القائمين على تعليمه و حمايته و إرشاده) ولعل معيار الساعات السبعة تم اعتماده عالميا فأما ان يبقى تلك الساعات ليتكفل الشارع ببناء قيمه و تفكيره وعواطفه و اتجاهاته او تكون المدرسة او اليوم الدراسي سبعة ساعات من التعليم و اللعب التخيلي والألعاب الترويحية و اكتساب المهارات الاجتماعية والعلمية والقيم وبالتالي فان المدرسة بتعليمها الاساس تستهدف احداث تغيرات مرغوبة بواسطة منظومة من التعليم و التعلم تمتد من بداية السابعة لنهاية الخامسة عشر وهذا التغيير و مهارات إدارة التغيير تسهم بتوسيع منظومتي التكيف و البنى المعرفية لدى النشئ ويوازي كل ذلك إحاطة الطفل او اليافع بمنظومة قيم مستقرة بحيث لا يكون طرفا في النزاعات او الصراعات او هدفا للاستبعاد الاجتماعي”.
إذ يمثل التعليم الاساس هوية كل بلد ومقياسا لتقدمه أو تراجعه.
و إذا كان لكل حقل معرفي هدفه فان التعليم الأساس هدفه بناء الإنسان المتكامل جسدا وعقلا وروحا ويستهدف التعليم الأساس بنية التفكير والعاطفة والسلوك للنشئ منذ السادسة وحتى الخامسة عشر وتلك الفترة العمرية توازي مرحلتي الطفولة والمراهقة المتوسطة.
ان الخصائص النمائية لطالب التعليم الأساس تتطلب ثلاثة أبعاد مهمة هي ( الشعور بالقيمة الذاتية ، والشعور بالقدرة على الإنجاز و اخيرا تحديد الهوية). فهو يتعلم خلال تلك الفترة و تعزز المدرسة لديه قيمة ذاته في انه اصبح مدركا لاهمية الإنجاز فضلا عن وضعه لأول قدم على طريق تشكل الهوية مقابل ضياع وتشتت الهوية.
إذ اشارت الدراسات إلى ان اغلب من عجزوا عن الشروع بتشكل الهوية هم من تسربوا أو تركوا التعليم الأساس، وبسبب كل ما تقدم فان اغلب الدول شرعت قوانين استهدفت ان يلتحق الطفل الزاميا بالتعليم الاساس و جعلته مجانيا او باجور رمزية لان ذلك كفيل بالقضاء على الأمية من جهة و لان التعليم الاساس سمي اساسياً لأنه يمهد للمراحل التعليمية التي تليه.
ولنسوق نماذج لرسائل التعليم الاساس فعندنا تتمثل في تنمية شخصية المتعلم بشكل متكامل في إطار مبادئ الدين و الثقافة و البنية المجتمعية و الانتماء للوطن الواحد بهوية و طنية جامعة لكل الفضائل مع احترام الهويات الفرعية التي بمجموعها تمثل الهوية العراقية الوطنية.
و لجميع البلدان رسائلها التي تميزها ففي اليابان يعززون قيم العمل و يبرزون تاريخ الآباء والأجداد في بناء بلدهم فضلا عن التمسك بقيم الشخصية اليابانية كمعيار للنجاح. وفي بلدان اوربا الغربية مثلا يعززون قيم الالتزام الذاتي مرورا بتنمية الاستقلالية و الاعتماد على الذات مع التركيز على احترام القواعد تمهيدا لاحترام القوانين .
وهكذا تبرز خطورة و أهمية التعليم الاساس في انه يعزز هوية كل متعلم لتندمج اجتماعياً مع الآخرين لتكون رؤية اكبر تميز روح كل بلد عن سواه.
ثم اردف الحمداني “أيها الإخوة أننا بعد تلك المؤشرات مدعوون جديا لإعادة النظر في بنية التعليم الاساس في جامعاتنا إذ لدينا من الكفاءات البشرية و الذهنيات المخططة ما يتنافس مع العالم و يجاريه و نحن مدعوون لمهام لعلي ألخّصها و عساي ان أغطيها بالتالي:
١/ إننا نعيش في عصر يمكن ان نسميه عصر التنافس والتسابق فهناك متطلبات عالمية يتطلبها التعليم الاساس ومنها الاهتمام بالتعليم و التعلم الذي يعتمد طرق حديثة وأدوات غير تقليدية مقابل بيئة مدرسية مثقلة قد لا تسعفنا في مهمتنا ولهذا فمن المجدي العمل والضغط على فك الدوام المزدوج والعودة لليوم الدراسي المعياري والذي يجب إلا يقل عن خمسة ساعات كأقل تقدير.
٢/ يتعلم أطفالنا من شبكات التواصل الاجتماعي معلومات و أساليب تعامل قد تهدد قيم المدرسة و لا تتناسب مع قيمنا و لا أغالي لو قلت ان الوقت الذي يمضيه الطفل مع المعلم و الأسرة اقل بكثير من الوقت الذي يمضيه مع جهاز الهاتف او الايباد.وهذا التحدي يجب إثارته والوقوف عليه
٣/ يتجه التعليم الاساس في الوقت الراهن لا عتمان التجريب و الأبحاث التطبيقية لحول مشاكله و بهذا فإننا ملزمون بحلول مشاكلنا عميا وبطرق علمية.
٤/ يشير مفهوم جودة التعليم الاساس لان نضع أمام أعيننا أين نحن الآن ؟ و إلى أين نريد ان نصل ؟ وبين هذا وذاك علينا ان نعيش في منطقة الصراع الإيجابي لا منطقة الاسترخاء و نذهب لتبني معايير عالمية يتم تكييفها محليا و أخرى محلية تلائم بيئتنا التعليمية مع وضع خطط و مراجعات للقياس و التقييم و صولا للتقويم و التحسين المستمر مع التركيز على الحصول على الاعتمادية و الحفاظ عليها.
٥/ لقد عملنا في الفترة الماضية و تخطينا العديد من العقبات ولعل برنامج ترشيق المواد الذي خلصنا من الكثير من المناهج والمواد والمفردات احيانا من تلك التي لا توازي حاجات المجتمع و لا تلبي متطلبات سوق العمل وهذا كان عملا مهما و تبعه تحديث المناهج باعتماد مفردات محدثة تبعا لمعايير الاعتماد التخصصي و متطلباته لكن كل ما ذكرت أنار لنا طريق لا زال طويلا إذ علينا ان نستمر بتعديل و تغيير المناهج دوريا .
٦/ علينا اعادة النظر ببعض البرامج التخصصية التي ليس لها سوق عمل حاليا و ان نهتم بالتحولات المعرفية و الحقول المعرفية الحديثة.
٧/ ان الموارد البشرية حتى وان توافرت بمؤشراتها النوعية إلا أنها غير كافية مالم تعزز بموارد مالية و أخرى مادية تمثل أدوات تطوير العلوم الإنسانية و لعل من اقلها توافر المختبرات لتعليم مهارات تكنولوجية و مهارات التحليل الاحصائي كمتطلبات للأبحاث التطبيقية.
٨/ لا يستقيم التعليم الاساس إلا بعد التحول من التعليم إلى التعلم و من ماذا نعلم إلى لماذا نعلم و كيف نعلم التفكير وصناعة القيم و بناء منظومة اخلاقية على المستويين المهني والذاتيّ لان التعليم والتعلم يستهدفان بناء الأخلاق و التفكير والإدراك التسامحي
واخيراً فان لجان القطاعية و الاجتماعات الدورية زوّدتنا بتبادل خبرات على مستوى العمداء و لتفعيل العمل علينا ان نعزز من تبادل خبرات الأقسام المتناظرة في كلياتنا”.
وحدة الموقع الالكتروني/كلية التربية الأساسية.
Recent Posts

Leave a Comment

Contact Us

We're not around right now. But you can send us an email and we'll get back to you, asap.

Start typing and press Enter to search