عميد كلية التربية الأساسية في جامعة ذي قار يلقي ندوة علمية بعنوان “الأفكار المؤدية إلى التطرف (تحليل نفسي–اجتماعي)”

برعاية وحضور رئيس جامعة ذي قار الأستاذ الدكتور كمال حامد الياسري، ألقى عميد كلية التربية الأساسية الأستاذ الدكتور عبد الباري مايح ماضي ندوة علمية بعنوان “الأفكار المؤدية إلى التطرف (تحليل نفسي–اجتماعي)”، نظمها قسم الإرشاد النفسي في الجامعة، بحضور المساعد الإداري لرئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي حسين جلود، وعدد من التدريسيين والباحثين والطلبة.

أدار الندوة المدرس الدكتور كمال رزاق حسين، وتناول خلالها الدكتور ماضي تحليل الجذور الفكرية والاجتماعية والنفسية التي تسهم في نشوء ظاهرة التطرف وتوسعها داخل المجتمع، من خلال تفكيك السرديات الثقافية والاقتصادية والسياسية التي تُسهم في شرعنة الضعف وتحويله إلى سلوك اجتماعي مقبول.

وتوقف الدكتور ماضي عند الجذور النفسية للكراهية، موضحًا أنها تنشأ من بنية ذهنية عميقة تبدأ بفكرة بسيطة تتغذى على مشاعر البغض والحسد أو الإحساس بالإقصاء والإحباط، حتى وإن لم يكن لهذا الإدراك أساس واقعي. وأشار إلى أن الفقر الهيكلي وما يرافقه من حرمان اجتماعي أو مؤسسي يسهم في توليد العدوان والكراهية تجاه مصادر الإحباط، مؤكدًا أن العلاج يكمن في السياسات الرشيدة التي تخفف الشعور بالظلم والحيف الاجتماعي.

وبيّن أن هناك كراهية معيارية تنشأ من اختلاف القيم، وكراهية أيديولوجية سببها تباين المعتقدات، وكلاهما يمكن معالجته عبر حوار القيم والحضارات. أما الكراهية الخبيثة أو ما وصفها بـ”شيطنة النوايا”، فهي نمط من الأحكام المسبقة والتحيزات التي تحجب عن الفرد رؤية الجمال في الآخر، وغالبًا ما تنبع من المنافسة أو الخوف أو الصراع، مما يجعلها بحاجة إلى تعديل وإعادة توازن نفسي وفكري.

واختتم الدكتور ماضي حديثه بالتأكيد على أن المحبة هي النقيض الحقيقي للكراهية، فهي تقوم على الحكمة، ولين الخطاب، وتقديم الخير للآخرين، وهي قيم قادرة على توليد التقبل والاستحسان حتى في حالات العداوة الشديدة.

واختُتمت الندوة بحوار مفتوح شهد طرح عدد من المداخلات والأسئلة من الحضور، أسهمت في إثراء النقاش وتبادل الرؤى حول سبل الوقاية من الفكر المتطرف.

وحدة الموقع الالكتروني /كلية التربية الأساسية.