كلية التربية الاساسية تقيم ورشة عمل الكترونية بعنوان (اللغة والفكر)
تم إقامة ورشة الكترونية في كلية التربية الأساسية بعنوان “اللغة والفكر” للدكتور حسين حويل غياض. عرضت الورشة أولا مفهوم اللغة بكونه نظام من الرموز والإشارات ومفهوم الفكر الذي يمثل صورة العالم الخارجي لدى الإنسان.
أيضاً عرضت الورشة النظريات التي تبيّن العلاقة بين اللغة والفكر فكانت النظرية الأولى تتبنى فكرة إن العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة انفصال. وهذه العلاقة، علاقة استقلال اللغة عن الفكر،
ظهرت بناءً على فكرة ان الفكر أوسع من اللغة ولهذا نجد اللغة أحيانا لا تسعفنا في التعبير فنضطر إلى التغيير في بعض المفردات، فالفكر نهر واسع لا تستوعبه اللغة.
أي أن سقف الفكر أوسع من سقف اللغة فتكون اللغة عاجزة عن التعبير عن أفكارنا. أيضا هناك من يرى أن من الأدلة على عجز اللغة عن التعبير هو لجوء الفنانين إلى أساليب أخرى للتعبير عما يدون في أذهانهم عن طريق الرسم أو عن طريق الموسيقى وهكذا.
النظرية الثانية وهي نظرية الاتجاه الأحادي ترى أن اللغة والفكر شيء واحد فلا يوجد فكر بدون لغة ولا توجد لغة بدون فكر.
فاللغة فكر ناطق والفكر هو لغة صامتة. ودليلهم على هذا الرأي هو حجة مأخوذة من الدراسات النفسية التي تتبنى أن الطفل الصغير يتعلم اللغة في الوقت الذي يتعلّم فيه التفكير، وهذا التكافؤ الناتج من التعلّم المبكر، هو دليل على أن اللغة والفكر شيء واحد. وحسب وجهة نظر أرسطو وهيغل أن اللغة هي التي تعطي للتفكير وجوده الأسمى والأصح، فهي التي تعطي للتفكير لون وأسلوب وتأثير معين.
ومن الآراء المهمة في علاقة الفكر واللغة هو ما قاله الفيلسوف وعالم اللغة الألماني همبولت حيث يقول من خلال الارتباط المتبادل بين الفكر والكلمة يصبح بديهيا أن اللغات ليست فقط وجدت لتمثيل حقيقة معروفة من قبل، يعني ال تنحصر في التواصل بما هو معروف فقط، بل تتعداه إلى أكثر من ذلك، إنها وسائل للكشف عن الحقيقة غير المعروفة بعد، وإن تنوّع اللغات ليس توعاً في الأصوات والعلامات (signs and sounds )فحسب، بل هو تنوع في رؤى العالم )world the representing of differences .).
ومن هنا الظاهر أمران: الأول، أن همبولت يصف اللغة بأنها قادرة عن كشف ووصف الأشياء المجهولة للإنسان وليست فقط تصف الأشياء المعروفة، وبالتالي ليست فقط وسيلة تواصل بما هو معروف، بل أبعد من ذلك وهذا واضح من التقدم المعرفي في كل العلوم.
والأمر الثاني، يرى أن تنوّع اللغات لا يعود لتوّع الأصوات والعلامات، ولكن فيما تحمله هذه العلامات من رؤى للعالم وبالتالي تظهر لنا علاقة جديدة يسعى همبولدت لإثباتها ألا وهي علاقة الفكر باللغة التي من خلالها يمكن لنا أن ندرك العالم.
الاستنتاج الذي توصلّت له الورشة بأن العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة تكامل وتقارب وتلازم.